بل يكرم والداه، وتعلو منزلتهما، لقد قال:( من قرأ
القرآن، وعمل بما فيه، ألبس والداه تاجا يوم القيامة، ضوءه أحسن من ضوء الشمس في
بيوت الدنيا - لو كانت فيكم، فما ظنكم بالذي عمل بهذا؟)[2] .. أتدري ما أثر هذا القول؟
قلت: ما أثره؟
قال: لقد وهب أكثر المسلمين أبناءهم للكتاتيب ليحفظوا
القرآن.. ويضمنوا بذلك من الشفعاء ما يقيهم حر جهنم.
ليس ذلك فقط.. بل كان يبشرهم بأن أهل القرآن هم أهل الله
وخاصته، فقد قال:( إن لله أهلين من الناس ) قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال:( هم
أهل القرآن، أهل الله وخاصته )[3]
قلت: ولكني مع ذلك قرأت حديثا لبعض أصحاب محمد يخبر فيه
أنه لم يحفظ القرآن في عهد النبي إلا أربعة.. فكيف توفق بين ما ذكرت، وهذا الحديث.
قال: أجل.. هذه شبهة يتعلق بها الكثير ليطعنوا في تواتر
القرآن.
قلت: ولم لا تسميها دليلا على عدم تواتره؟
قال: لأنها ليست دليلا.. لقد بحثت في هذا بحثا مفصلا.. هذا
الحديث رواه البخاري في كتاب فضائل القرآن، وقد صرح أنس في هذه الرواية بصيغة
الحصر، وهو الذي تعلق به من تعلق في إيراد هذه الشبهة.