اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 91
السنة
البيضاء إلى الأحداث والتبدع، وأدخلنا فيها من النسك الأعجمي، والتخيُّل الفلسفي
ما أبعدها غاية البعد عن روح الإسلام، وألقي بين أهلها بذور الشقاق والخصام وآل
الحال بهم إلى الخروج من أثقال أغلالها والاقتصار على بقية رسومها للانتفاع منها
ومعارضة هداية القرآن بها) [1]
ومثل ذلك ما ورد في
القرآن الكريم من آيات كونية، فقد (عرض القرآن علينا هذا الكون وعجائبه ونبهنا على
ما فيه من عجائب الحكمة ومصادر النعمة لننظر ونبحث ونستفيد ونعمل، فهحجرنا ذلك كله
إلى خريدة العجائب وبدائع الزهور والحوت والصخرة وقرن الثور!) [2]
وابن باديس بهذا الانتقاد المؤلم للواقع الإسلامي في
عصور الانحطاط، يجعل من القرآن الكريم الوسيلة الكبرى للإصلاح، فالتعامل الصحيح
معه هو الذي يثمر الإصلاح الصحيح.
وبناء على هذا التصور اعتبرت الجمعية العودة إلى القرآن
بكل ما تحمله العودة من معان هو الهدف الأكبر للعملية الإصلاحية جميعا.
فقد
اعتبر الشيخ البشير الإبراهيمي أن السبب الأكبر في كل
الهزائم التي لحقت المسلمين هو بعدهم عن القرآن الكريم، يقول في ذلك: (ما أضاع
المسلمين ومزّق جامعتهم ونزل بهم على هذا الدرك من الهوان إلا بعدهم عن هداية
القرآن، وجعلهم إياه عضين، وعدم تحكيمهم له في أهواء النفوس ليكفكف منها، وفي
مزالق الآراء ليأخذ بيدهم إلى صوابها، وفي نواجم الفتن ليجلي غماءها، وفي معترك
الشهوات ليكسر شرتها، وفي مفارق سبل الحياة ليهدي إلى أقومها، وفي أسواق المصالح
والمفاسد ليميز هذه من تلك، وفي مجامع