اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 53
لها، لا يستثني من ذلك
أحدا، يقول في ذلك: (هذه الزرد التي تقام في طول العمالة الوهرانية وعرضها هي
أعراس الشيطان وولائمه، وحفلاته ومواسمه، وكلّ ما يقع فيها من البداية إلى النهاية
كله رجس من عمل الشيطان، وكلّ داع إليها، أو معين عليها، أو مكثر لسوادها فهو من أعوان
الشيطان)[1]
ويضيف معللا سر هذا
الموقف المتشدد قائلا: (كلّما انتصف فصل الربيع من كل سنة تداعى أولياء الشيطان في
كل بقعة من هذه العمالة إلى زردة يُقيمونها على وثن معروف من أوثانهم، يسوّله لهم
الشيطان وليًّا صالحًا، بل يصوّره لهم إلهًا متصرفًا في الكون، متصرفًا في النفع
والضرّ والرزق والأجل بين عباد الله، وقد يكون صاحب القبر رجلًا صالحًا، فما علاقة
هذه الزرد بصلاحه؟ وما مكانها في الدين؟ وهل يرضى بها لو كان حيًّا وكان صالحًا
الصلاح الشرعي؟)[2]
2 ــ التحذير من البدع:
وهو الركن الثاني من الأركان التي تعتبرها الوهابية
أصلا من أصول دعوتها، ومع كون ذلك بديهية عند جميع المذاهب والطوائف الإسلامية
بمن فيهم أصحاب الطرق الصوفية، إلا أن للوهابية تصورها الخاص للبدعة، وهي تنتهج في
ذلك ما نهجه الشاطبي في الاعتصام، والذي ينص على أن كل ما لم
يرد في النصوص من أمور العبادات بدعة، حتى لو كان له أصل في الشريعة إذا لم ترد
النصوص بفعله من النبي a أو السلف الصالح.
وبناء على هذا أنكر
الشاطبي على القائلين بتقسيم
البدع إلى حسنة وسيئة، وهو القول الذي اشتهر به العز بن عبد السلام، وكثير من الفقهاء،
وتبناه الصوفية, معتبرا أن (هذا التقسيم أمر مخترع لا يدل عليه دليل شرعي، بل هو
في نفسه متدافع ؛ لأن من حقيقة البدعة أن لا