اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 333
المجيء من الحقّ، ولم لا يقدر هذا المعارض محذوفا، إذا علم أنّ
التطوّر لا يصحّ من الحقّ، ويقول تطور سرّه أو نوره وما هو من هذا القبيل، ولكن
التعصّب يعمي ويصم)[1]
وختم هذا
الوصف بقوله: (لأنّ عقل العموم أضعف من أن يتوّصل لعلم القوم)[2]
ومثل ذلك كتب للشيخ ( محمد الهلالي ) المدّرس بالحرم النبويّ الشريف يقول
له: (أمّا أنا فلا أراكم إلاّ أنّكم قستم من تعرفونهم على من لا تعرفونهم، حكمتم
على الجنس بحكم النوع، وهو لا شكّ حكم تفتخرون به بين المناطقة، وتصولون بمثله على
الأصوليين !، أيّها الشيخ، أليس يكفيك أن تقوم بتدريس ما تعرفه من ضروريات الدين،
وتتجنب ما لا تعرفه، حتى تكون على بينة ويقين ؟ ألم يبلغك: {إِنَّ السَّمْعَ
وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]، فالأحرى بنا وبكم أيّها
الشيخ أن لا نحكم بالسلب أو الإيجاب، إلاّ على ما نعرفه من نفوسنا، وإن كان ولا
بدّ، فعلى ما نعرفه ونتحقّقه في بعض أبناء جنسنا، أمّا ما غاب عنّا وعنكم من أسرار
الخلق، فتكل أمره للملك الحقّ، وهذا ما عن لنا نصحناك به لوجه الله تعالى، وعلينا
وعليكم
[1] ابن عليوة، القول المعروف في الرد على من أنكر التصوف، ص21.
[2] ابن عليوة، القول المعروف في الرد على من أنكر التصوف، ص21.
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 333