ولسنا ندري
كيف يعرف العامة الفرق بين الفقهاء الصالحين وفقهاء السوء، لأن ذلك يستدعي البحث
في النيات، والنيات محلها القلب، والقلب لا يطلع عليه إلا ربه.
بل إن الشيخ
العربي التبسي بهذه
الفتوى الخطيرة أعطى الرخصة لأي طويلب علم أن يبتز أموال الناس، بل زكواتهم، ثم
يصرفها لنفسه حتى لو كان غنيا بحجة أنه فقيه، وأنه صالح.
بل إني أرى
على وزارة شؤون الدنيا أن تمنع من تسرب هذه الفتوى للأئمة والمشرفين على صناديق
الزكاة وإلا فلن يرى الفقراء منها لا قليلا ولا كثيرا.
المطلب الرابع: مداهنة الاستعمار
وهي من
التهم المشتهرة، والتي لا تزال تتداول على الرغم من أن أكثر المقاومات كانت من
رجال الطرق الصوفية، ولكن ذلك – مع ذلك- لا يشفع لهم
عند أكثر الباحثين، نظرا لبعض التصريحات التي أدلوا بها، والتي تنسخ جميع ما قاموا
به من أعمال تدل على غيرتهم على وطنهم.
مع أن
الكثير من أمثال تلك التصريحات صدرت من رجال الجمعية، ووجدت التبريرات التي
تسيغها، وكأمثلة على ذلك نذكر بعض مواقف ابن باديس من أحداث
متفرقة، وكيف كان يتعامل معها بلغة دبلوماسية قوية تجمع
[1] جريدة البصائر، السلسلة
الثانية، السنة الثالثة، عدد 119، 15/ماي/1950م الموافق 28/رجب/1369هـ، ص 2.
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 326