اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 283
أو خرافة من سلوك الصوفية أو عرفانها، فإنا سنقتصر هنا على التصريحات
الرسمية أو الشخصية الدالة على هاتين التهمتين:
أولا ــ البدعة:
صرحت الجمعية عند بيانها لأهدافها وغاياتها من حركتها
الإصلاحية أن من لب أهدافها مواجهة ما تسميه ببدعة الطرق الصوفية، فقد نصت المادة
السادسة عشر على أن (الأوضاع الطرقية بدعة لم يعرفها السلف ومبناها كلها على الغلو
في الشيخ والتحيز لاتباع الشيخ وخدمة دار الشيخ وأولاد الشيخ إلى ما هناك من
استغلال ومن تجميد للعقول وإماتة للهمم وقتل للشعور وغير ذلك من الشرور)[1]
ومن خلال تتبع منهج الجمعية في تعاملها مع الطرق
الصوفية في هذا الجانب يمكن أن نلاحظ بعض الملاحظات:
1 ــ انعدام الطرح العلمي:
فمع أن علماء الجمعية اعتبروا الممارسات الطرقية بدعة
إلا أني لم أجد طرحا علميا، يصنف الأوضاع الطرقية واحدا واحدا، ويتكلم عنها وعن
أحكامها بطريقة الفقهاء المعتبرين، ليكون في ذلك فرصة لاطلاع المخالف، أو رده
عليها، ليقوم على أساس ذلك الإصلاح.
لا نستثني من ذلك إلا رسالتين قصيرتين سنتحدث عن منهجهما
في الطرح