اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 281
أساسها قررت الجمعية إعلان الحرب على
الطرق الصوفية، بل تقديم الحرب عليها على حرب الاستعمار نفسه.
وقد عبرنا عن هذه المواقف بكونها (تهما)
بناء على التصريحات التي بثها رجال الجمعية، وهي تهم من جهة أنها تفتقر إلى
الدليل، أو أن الدليل قد يختلف فيه، وبالتالي تبقى تهما مهما كان، خلافا لبعض
الباحثين الذين يتصورون أن ما تقوله الجمعية حقائق لا انفكاك عنها، والأمر ليس
كذلك، كما أن الأمر بالنسبة للمخالفين ليس كذلك.
وكمثال بسيط على ذلك أن الكثير من المواقف
من الطرق الصوفية يعتمد فيها هؤلاء الباحثون على عدو الطرق الأكبر الشيخ الزاهري، فإذا اعتبر الزاهري الشيخ ابن عليوة أميا قبلوه ونشروا أقواله واعتبروها،
لكنه إن تكلم عن الشيخ الإبراهيمي، ووصفه بأدنى مما وصف ابن عليوة، نجدهم يستنكرون موقفه، ويعتبرونه عميلا
وخائنا وأوصاف كثيرة.
ونحن نقول لهؤلاء (الباحثين): حددوا
موقفكم بدقة، فإن كان الزاهري خائنا، فلا تجوز شهادته، لا على ابن
عليوة، ولا على الإبراهيمي، وإن لم يكن خائنا، فلماذا لا تقبلون
شهادته في الإبراهيمي كما قبلتموها في ابن عليوة.. أما إن قلتم: إنه كان مخلصا في وقت
انضمامه للجمعية خائنا بعد خروجه منها، فهذا يفتقر إلى أدلة كثيرة لا يمكن لبشر أن
يأتي بها، لأنها تتعلق بالسرائر، ولا يعلم السرائر إلا الله.
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 281