اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 276
ومثل
هذا لا يستعجل فيرمى بالبدعة، وسنرى تفاصيل الخلافات الواردة في هذا النوع في
الفصل الخاص بالسلوك الصوفي الظاهري.
4 ــ التصوف العرفاني هو الذي
يطلق عليه كذلك لقب (التصوف الفلسفي)، وهو موجود في كل الطرق الصوفية، وهو عادة
تصوف النخبة من المثقفين الصوفيين، لأن فيه جوانب فلسفية لا يطيقها العامة، ولعل
أحسن من يمثله في وقت الجمعية الشيخ ابن عليوة، وهو في الواقع أيضا
ينقسم بحسب المعارف التي يهتم بها هذا النوع إلى أقسام كثيرة، تبدأ من العرفان
الإلهي، وتنتهي إلى الاهتمام بالسحر والشعوذة.
5 ــ حصل نوع من الجدل بين الجمعية والطرق الصوفية حول العلاقة بين التصوف
والطرق الصوفية، فهناك من الجمعية من يرى الطرق الصوفية شيئا آخر غير التصوف،
وهناك من يراهما شيئا واحدا، ويحمل عليهما حملة واحدة.
6 ــ رأينا أن هناك في الواقع الجزائري من لا يفرق بين زوايا الطرق الصوفية
التي تنشر الذكر وتربي المريدين عبر مناهج معينة، وبين زوايا المشعوذين والكهان
وغيرهم، بحجة أن الجميع يسمي البناء الذي يمارس فيه وظيفته (زاوية)، حتى أن الأمر
تعدى إلى الزوايا العلمية، فنسبت هي الأخرى إلى الشعوذة والخرافة بحجة أنها تسمى
(زاوية)
7 ــ تتفق الطرق الصوفية جميعا مهما اختلفت توجهاتها وأساليبها في
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 276