اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 253
العلمي.
وإذا اتجهنا إلى الجنوب الشرقي للأوراس، نجد زاوية
خنقة سيدي ناجي، فإنها كانت من أكثر الزوايا اهتماما بالعلم والعلماء، ولعل الدور
يعود فيها إلى المسجد الذي بني على منوال جامع الزيتونة بتونس.
وكانت الزاوية الناصرية بجامعها الكبير ومدرستها قد
أشعت الناحية بالعلم والمعرفة طيلة قرنين من الزمن، فكانت مقصد لعلماء الزاب
والصحراء والأوراس وقسنطينة وحتى من تونس وليبيا، ومن العلماء الذين درسوا في هذه
الزاوية بن صديق ومحمد بن نروق والعربي التبسي.
أما منطقة (زواوة)، فقد اشتهرت بكثرة الزوايا التعليمية حتى وصلت إلى اثنتين
وأربعين زاوية، وانتشرت الزوايا بالخصوص في سهل وادي مسعود (الصومام) وفي النواحي
المجاورة، ولم يقتصر إنشاء الزوايا التعليمية على أهل الطرق الصوفية أو المرابطين،
بل على بعض الفئات الاجتماعية التي أنشأت الزوايا لنشر العلم والمحافظة على الدين
ومن أبرز زوايا زواوة التي اهتمت بالتعليم زاوية شلاطة بـ( أڤبو)[1]، فهي من أقدم الزوايا التعليمية في المنطقة، ولو أنها فقدت بالتدريج
مكانتها العلمية في العهد الفرنسي نظرا لقبول رئيسها عندئذ محمد السعيد بن على الشريف الوظيف الرسمي من
الفرنسيين مع ذلك بقيت الزاوية تؤدي مهمة التعليم في العهد الفرنسي ووظيفة صاحب
الزاوية قد حمت معلميها وطلابها من شر الإدارة الفرنسية، وقد درس فيها عدد من
العلماء ومنهم الشيخ محمد البشير الإبراهيمي قبل هجرته إلى المشرق، وقد عرفت بتخصصها
في حفظ القرآن وقراءته وتفسيره، وكانت مدرسة لعلوم الدين والفلك والحساب والنحو
وعن مشايخ هذه الزاوية
[1] أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزائر الثقافي، ج3، ص 184.
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 253