ولو أعطينا أمثلة عن
ذلك، فإننا نجد الزاوية المختارية بأولاد جلال قد سطرت لنفسها برنامجا علميا ثريا
بمختلف المواد، وكان هدفها الأساسي هو تحفيظ القرآن وتدريس العلوم الأخرى كالفقه
والتفسير والحديث والأصول والنحو والبلاغة والعروض والمنطق والفلك، وقد كان الطلاب
يأتونها من كل حدب وصوب (الزيبان، الجلفة، الحضنة...) ففي عهد شيخها الأول وصل عدد
الطلبة إلى نحو 700 تلميذ، فخرجت بذلك أجيالا من رجال العلم والفقه والإصلاح[2] .
أما زاوية آل دردور فقد
اهتمت كذلك بتعليم القرآن وأصول الدين وقواعده، وقد كان شيخها الهاشمي بن علي
دردور يقوم بتدريس المواد
الدينية، كالفقه والسيرة النبوية والتربية وكذلك علوم اللغة العربية كالنحو
والصرف، وكان يلقن قصائد المبشرات، وهي من تأليفه في التربية ومدح الرسول a وسيرته ويقول أنه ربى بهذه الطريقة
400 رجل و100 امرأة[3] .
أما الزاوية العثمانية
بطولقة فقد اهتمت هي الأخرى بتحفيظ القرآن للقادمين إليها من كل المناطق، وما زالت
إلى يومنا هذا تقوم بهذا الدور، وكذلك مبادئ اللغة العربية والفقه، وتتكفل الزاوية
بالمأكل والمرقد مجانا، ومن العلماء الذين درسوا بهذه الزاوية الشيخ أبو القاسم
الديسى والمدني عثماني ومحمد
الدراجي وعبد الله لخذاري وأحمد بن مسعود
القنطري، بالإضافة إلى الذين كانوا يترددون على الزاوية، فهم كثيرين نذكر منهم
أحمد
[1] عبد الحميد زوزو :
الأوراس إبان فترة الاستعمار الفرنسي التطورات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية
(1937 - 1939)، ترجمة الحاج مسعود، ج2، دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع،
ط1،2005، ج 1، ص 359.
[2] صلاح مؤيد: الطبق
الصوفية والزوايا في الجزائر، ص 390..
[3] علي عزوزي: زاوية آل
دردور بالأوراس، الملتقى الأول حول الأمير عبد القادر وأعلام من الأوراس، مؤسسة الأمير عبد القادر، باتنة 2003، ص 34.
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 251