اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 181
أفهمك، وإذا
قادك دلك، وإذا أخذك نهض بك.. الشيخ : هو من يلزمك الكتاب والسنة، ويبعدك عن
المحدثة والبدعة.. الشيخ : ظاهره الشرع، وباطنه الشرع، الطريقة والشريعة)[1]
وعرفه شيخ الصوفية الأكبر محيي الدين بن عربي بلغة شاعرية
قائلا: ( الشيخ يطير بأجنحته إلى عوالم الخلق، يسمعهم نداء الحق ويوقفهم تحت
الودق، ويودع فيهم سر الخوف، والطمع بالبرق، فتارة يداوي العليل بالدليل، وتارة
يصححه بآيات التنـزيل، وتارة يحييهم بالنظر، ومرة يميتهم بالخبر، فهو الذي وصل
إليه ميراث الأسماء ووجد مفتاح الدعاء، ودخل باب الاستجابة بحسن القبول والوفاء)[2]
2
ــ دوره في السلوك:
اختلفت تعابير مشايخ
الصوفية في التعبير عن دور الشيخ المربي، فمنهم من يسميه الأستاذ، وكأنه يشبهه في
ذلك بدور الأستاذ التعليمي والتربوي، ومن ذلك قول أبي حامد الغزالي في بيان
ضرورة الشيخ للسلوك: (يحتاج المريد إلى شيخ وأستاذ يقتدي به لا محالة، ليهديه إلى
سواء السبيل، فإن سبيل الدين غامض! وسبل الشيطان كثيرة ظاهرة، فمن لم يكن له شيخ
يهديه، قاده الشيطان إلى طرقه لا محالة، فمن سلك سبل البوادي المهلكة بغير خفير،
فقد خاطر بنفسه وأهلكها، ويكون المستقل بنفسه كالشجرة التي تنبت بنفسها، فإنها تجف
على القرب وإن بقيت مدة وأورقت لم تثمر، فمعتصم المريد شيخه فليتمسك به)[3]
وقد ذكر أبو حامد بناء على
هذا بعض الممارسات التي يقوم بها الشيخ المربي عند تربيته المريدين، وقدم لذلك بعض
التوجيهات، فذكر أن على (الشيخ المتبوع الذي يطبب نفوس
[1] الشيخ أحمد الرفاعي، الحكم الرفاعية ، إعداد ياسر سعدي إبراهيم، نشر مكتبة الشرق الجديد، بغداد، 1990، ص 7.
[2] ابن عربي، رسائل ابن
عربي، رسالة شرح مبتدأ الطوفان ورسائل أخرى، تحقيق: قاسم محمد عباس، حسين محمد
عجيل، دار احياء التراث العربي، ص 145 – 147.