اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 177
الأول: التخلق بما ورد في الشريعة من
أخلاق ظاهرة وباطنة.
الثاني: التحقق بالحقائق التي هي المقصود الأول من
السلوك الصوفي.
وهذا النوع من التصوف لا يهتم إلا بممارسات السالك
سواء الممارسات الظاهرة أو الباطنة
بناء على هذا نحاول في هذا المطلب أن نتعرف على
المناهج السلوكية عند الطرق الصوفية الكبري التي عاصرت الجمعية، والتي كان لها بعض
التعامل معها، وننبه - كما ذكرنا سابقا - إلى أننا في هذا المطلب نذكر الممارسات
السلوكية مبتورة عن أدلتها، لأننا سنتحدث عن تلك الأدلة بتفصيل في الجزء الثالث من
هذه السلسلة.
أولا ــ تعريف السلوك:
لغة: يراد بالسلوك- لغة - النفاذ فى الطريق والذهاب فيه، وهو يقال فى
المحسوسات وغيرها، فمن الأول قوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ
بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا
فِجَاجًا (20)} [نوح: 19، 20]، ومن الثانى قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا
كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39)
فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي
سَقَرَ (42)} [المدثر: 38 - 42])[1]
اصطلاحا: عرف الصوفية السلوك تعريفات مختلفة
بحسب الغرض منه، وبحسب الحالة التي يريد السالك أن يسلك إليها، وهكذا، وهذه بعض
التعريفات الدالة بمجموعها على حقيقة السلوك وأنواعه ومراحله:
عرفه ابن عربي بأنه (تهذيب الأخلاق والأعمال والمعارف، وذلك
اشتغال بعمارة الظاهر والباطن. والعبد في ذلك مشغول بنفسه عن ربه، إلا أنه مشتغل
بتصفية باطنه ليستعد
[1] الراغب الأصفهاني،
المفردات، المطبعة الفنية الحديثة بالقاهرة، 239، وانظر لسان العرب 10/442.
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 177