اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 175
من الشيوخ
تكلموا فيما يعرض للسالكين وفيما يرونه في قلوبهم من الأنوار وغير ذلك؛ وحذروهم أن
يظنوا أن ذلك هو ذات الله تعالى)[1]
2 ــ الاتجاه المؤيد للعلاقة بين
التصوف والطرق الصوفية
وهو الذي يعتبر الطرق الصوفية ثمرة من ثمار التصوف،
أو تطبيقا عمليا له، أو مرحلة من مراحله، وهؤلاء صنفان:
الصنف الأول: وهو من يرفض الجميع:
التصوف وطرقه، وهو موقف المتشددين من علماء الجمعية، كما ذكرنا سابقا، ومنهم جل الوهابية
المعاصرين، كمحمود عبد الرؤوف القاسم صاحب كتاب (الكشف عن
حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ)، والذي يعتبر من أكثر الكتب تحاملا على التصوف
وكل ما يرتبط به، فهو يذكر في كتابه هذا إلى أن الطرق الصوفية لا يصلح أن يطلق
عليها اسم طرق (وإنما هي مشيخات أخذت أسماءها من أسماء مشايخها الذين
كان وما يزالون حولهم المريدين والسالكين ليحصلوا بذلك على المدد، أي: الأموال
التي تنهمر عليهم، إما من المريدين مباشرة، أو بسبب هؤلاء المريدين)[2]
وهو كلام ينطبق تماما على الطروحات التي يطرحها
التيار المتشدد من أعضاء الجمعية والتي سبق الإشارة إلى بعضها.
الصنف الثاني: وهو من يقبل الجميع،
وتمثله الطرق الصوفية التي تعتبر نفسها امتدادا للتصوف، ولذلك تضع الأسانيد التي
تربطها بمشايخ الصوفية الأوائل، بل تضع الأسانيد التي تربط برسول الله a لاعتقادها أن رسول الله a هو أول من أسس التصوف.
وقد ذكر الشيخ ابن عليوة في رده على الجمعية الأدلة الكثيرة التي
تدل على مدى ارتباط