اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 163
الفقر، ومعاني الزهد، مع مزيد أوصاف وإضافات، لا يكون بدونها
الرجل صوفيا، وإن كان زاهدا فقيرا)[1]
ومثله ابن الجوزي، الذي
ذهب إلى أن: (التصوف مذهب معروف يزيد على الزهد، ويدل على الفرق
بينهما: أن الزهد لم يذمه أحد، وقد ذموا التصوف)[2]
ومثلهما نيكلسون الذي قال: (والصوفية
الأولون كانوا في الحقيقة زهادا وادعين، أكثر منهم متصوفة)[3]
وإلى هذا أيضا ذهب
الدكتور عبد الحليم محمود الذي قال: (الزهد
في الدنيا شيء، والتصوف شيء آخر، ولا يلزم عن كون الصوفي زاهدا، أن يكون التصوف هو
الزهد)[4]
في مقابل هؤلاء نجد الكثير من الباحثين، وخاصة ممن
يعارضون التصوف، يذكرون في معرض نقدهم للتصوف سلوك بعض الزهاد الذي لا يعتبرهم
الصوفية من طائفتهم، بل قد يعارضونهم وينتقدونهم هم كذلك.
وهذا ما يبين ضرورة ضبط المصطلح بحسب الموقع الذي
يكون فيه الحديث عنه، وبما أننا نتحدث عن التصوف الجزائري الذي عبرت عنه الطرق،
فإنه من الضروري الرجوع إلى أصحاب هذه الطرق للتعرف على تصورها للتصوف، وسنحاول أن
نبحث عن ذلك عند الحديث عن نوع الاتجاه الصوفي للطرق الصوفية الجزائرية.