اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 148
5 ــ يمكننا - بشيء من التحفظ - أن نذكر بأن جمعية
العلماء - وخصوصا في موقفها من الطرق الصوفية - حاولت أن تمزج بين كلتا السلفيتين،
فهي ترد على التخلف الطرقي والخرافة الطرقية باعتبارها سلفية تنويرية، وترد على
تفاصيل الممارسات الطرقية بالأدلة التي تراها باعتبارها سلفية محافظة، ولهذا نراها
تستعير من رسائل الوهابية وكتبها ما تدعم به مقولاتها.
6 ــ كشأن جميع الحركات الإسلامية، والسلفية منها
خصوصا، فإن الإصلاح الديني هو المنطلق الذي تنطلق منه العملية الإصلاحية جملة
وتفصيلا، وذلك لاعتقاد المصلحين في هذه التيارات أن الانحراف الديني أو الانحراف
عن الدين كلاهما سبب لكل الانحرافات، فالانحراف الديني يعني إيجاد منظومات جديدة
مبتدعة تلبس لباس الدين لتنحرف به عن مساره الصحيح، والانحراف عن الدين يعني إيجاد
بدائل عن الدين قد تلبس لباس الهوى المجرد، وقد تلبس ألبسة أيديولوجية أخرى شبيهة
بالدين.
7 ــ ربما يكون أنجح مشروع للجمعية، بدأت به، وكان
أساس انطلاقتها الإصلاحية هو ما بذلته من جهود للإصلاح التربوي، فقد تأسست على
أساس أنها جمعية تعليميّة تهذيبيّة، ولذلك فقد ألزمت نفسها - منذ إنشائها - بتعليم
الجزائريِّين - صغارا وكبارا - ونشر العلم في جميع ربوع الوطن، وإعدادِ العلماء
الذين يقومون بتوجيه الأمَّة في دينها ودنياها، وحفظ مقوِّماتها من لغة ودين وأدب.
8 ــ كسائر الحركات السلفية، اعتبرت جمعية العلماء
الإصلاح الاجتماعي ركنا من أركان العملية الإصلاحية التي نهضت لها، ونجاحها في هذا
أو عدمه متروك للباحثين، فالموضوع بحاجة إلى دراسات مستفيضة في بيان مدى ونوع
تأثير الجمعية في المجتمع الجزائري بعيدا عن النظرة التقديسية.
9 ــ مع أن القانون الأساسي للجمعية ينص على ابتعادها
عن السياسة إلا أن ذلك لم يكن
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 148