responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 145

ومع هذه الصلابة التي أبدتها الجمعية في وجه من يحاول العبث بالهوية الوطنية، إلا أنها لم تؤسس حركة سياسة على غرار ما فعله الأمير خالد، ولعلها أرادت من خلال ذلك أن تتفادى الأخطاء التي وقع فيها من قاموا بالعمل السياسي المباشر الذي يمكن أن يعطي للإدارة الفرنسية الحجج للقمع والحظر، وهو ما يضر بالمشاريع الإصلاحية الأخرى.

ولذلك نرى الجمعية تستعمل مرونة كبيرة، ولغة دبلوماسية قوية لتحقيق مطالبها السياسية حتى لا تصطدم بالمستعمر، كهذه اللغة التي استعملها الإبراهيمي عندما قال: (يا حضرة الاستعمار إن جمعية العلماء تعمل للإسلام بإصلاح عقائده وتفهم حقائقه وإحياء آدابه وتاريخه وتطالبك بتسليم مساجده وأوقافه إلى أهلها وتطالبك باستقلال قضائه.. وتطالبك بحرية التعليم العربي... وتعمل لتوحيد كلمة المسلمين في الدين والدنيا...)[1]

وقد ذكر خير الدين عن ابن باديس ما يشير إلى هذا، فقد ذكر أنه في إحدى لقاءات الشيخ بالشباب المتحمس للثورة، والذين طلبوا منه المطالبة بالاستقلال علنا، فكان جواب الشيخ بحكمة، حين وضح لهم أن هدف الجمعية لا يتم بهذه الصورة قائلا: (هل رأيتم إنسانا يشيد سقفا دون أن يقيم الجدران؟)، فقالوا: كلا لا يمكن ذلك، فقال: (إذا من أراد أن يبني داره فعليه أن يبني الأسس، ويقيم الجدران ومن أراد أن يبني شعبا ويقيم أمة فإنه يبدأ من الأسس لا من السقف)

وقدم لهم الشيخ أروع مثل لهذا، وهو هو الاقتداء بسيرة الرسول a الذي بلغ الرسالة في ثلاث عشر سنة، فبعد الدعوة سرا إلى أن اشتد ساعدهم أعلنوها جهرا.

انطلاقا من هذا بين لهم أنه لا يكفي طلب الاستقلال، فيصبح الشعب مستقلا، بل وضح لهم أن منهج الجمعية يتم وفق الأسس التالية:


[1] آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي (3/ 62)

اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست