اسم الکتاب : الاتجاهات الفكرية لجمعية العلماء والطرق الصوفية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 131
1 ـ إحداث مكاتب حرة
للتعليم المكتبي للصغار، وتنظيم دروس في الوعظ والإرشاد الديني في المساجد، وتنظيم
محاضرات في التهذيب وشؤون الحياة العامة في النوادي.
ويذكر التقرير أن مساعي الجمعية نجحت في هذا الباب
نجاحًا عظيمًا، وأنه لولا عراقيل الإدارة الاستعمارية المتمثلة في غلق بعض
المكاتب، والتضييق في إعطاء الرخص، وإيصاد المساجد في وجوه الوعاظ لكانت النتيجة
أكبر.
2 ـ إصلاح أساليب التعليم بقسميه المكتبي والمسجدي،
وإبعاده عن الأساليب العتيقة العقيمة التي كان يباشر بها، والتي كانت محل شكوى
وتذمر في مكاتب التعليم ومعاهد العلم بغير الجزائر، ولم تستطع تلك المكاتب
والمعاهد التخلص منها مع ظهور فسادها.
وربما يشير التقرير بهذا إلى ما قام به الشيخ محمد
عبده من إصلاح للتعليم في الأزهر، وما دعا
إليه من إصلاح المناهج التعليمية في العالم الإسلامي، وهنا يبرز تأثير السلفية
التنويرية واضحا على الجمعية.
3 ـ إصلاح الوعظ
والتذكير بحيث يصير على (طريقة السلف، تذكر بكتاب الله، تشرحه وتستجدي عبره،
وبالصحيح من سنّة رسول الله، تبينها وتنشرها، وبسيرته العملية، تجلوها وتدل الناس
على مواضع التأسي منها، ثم سير الصحابة وهديهم، ثم سير حملة السنة النبوية، وحملة
الهدي المحمدي في أقوالهم وأعمالهم كذلك)[1]
ولعل التقرير يريد من هذا استنساخ منهج ابن باديس في التدريس في المساجد، لينفذ على مستوى
أوسع.
ونلاحظ كذلك هنا غلبة التوجه السلفي المحافظ على
الجمعية كاختيار (سير الصحابة وهديهم، ثم سير حملة السنة النبوية، وحملة الهدي
المحمدي في أقوالهم وأعمالهم)، دون