responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 33

وافتتح ابن باديس الجلسة بخطبة عرض فيها على وجه الإجمال والإيجاز، خطوات فرنسا في طمس دين ولغة وهوية وقومية وشخصية الجزائريين، وذكرهم بتلك القوانين الجائرة التي تدرج المستعمر الفرنسي في إصدارها، حنكة منه في طور التغيير واقتلاع الجذور، وامتصاصا لردود الفعل المنتظرة من جراء كل قانون ابتداءًا من قانون تقسيم الجزائر وإلحاقها بالعمالات الفرنسية.. وذكر الشيخ العلماء بتلك المجاعة والجفاف التي عانت الجزائر منها سنة 1879 واستغلتها فرنسا في استمالة وتحويل المسلمين عن دينهم إلى الديانة النصرانية بقيادة الزعيم الروحي للمبشرين (الكاردينال لافيجري)

ويذكر خير الدين أن العلماء أجابوا كلهم باستعدادهم التام وشوقهم للتضحية في سبيل دينهم ووطنهم، وعرض الرئيس في الاجتماع خطة العمل الإدارية والعملية مسلطا الضوء فيها على وسائل وجبهات التضحية التي تفرضها الظروف والأحوال في الغالب، ونص على الدروس والوعظ لعامة المسلمين والكتابة في الصحف والمجلات للتوعية، وإنشاء النوادي للاجتماعات، وإلقاء الخطب والمحاضرات والاعتماد على الكشافة الإسلامية لعنصر الشباب، وتنمية روح النضال في الجزائريين، وهذه الوسائل هي عين الوسائل المعلن عنها بعد تأسيس الجمعية رسميا ما يؤكد قدم فكرة التأسيس للجمعية قبل موعدها الرسمي[13].

ومن المؤيدين لهذا الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، بل إنه ذكر تاريخا أسبق من التاريخ الذي ذكره محمد خير الدين، ولا بأس أن ننقل بتصرف بعض ما ذكره هنا لنرى من خلاله الدوافع الحقيقية لتأسيس الجمعية، قال: (كنا نؤدّي فريضة العشاء الأخيرة كل ليلة في المسجد النبوي، ونخرج إلى منزلي، فنسمر مع الشيخ ابن باديس، منفردين إلى آخر الليل حين يفتح المسجد فندخل مع أول داخل لصلاة الصبح، ثم نفترق إلى الليلة الثانية، إلى نهاية


[13] مذكرات الشيخ محمد خير الدين: 1/83.

اسم الکتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست