اسم الکتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 194
الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم، إلى حضرة علم العلم والفضل، ومعلم الكرم والنبل، التقي الطاهر، الأثواب السري البارع للأدب، مستحق الشكر منا بما له علينا من سابق الأيدي العلامة الشيخ سيدي أبي الطيب الطاهر العبيدي، أدامه الله بدرا طالعا في هالة درسه، وغيثا هامعا في ربع العلم، من بعد طمسه حتى وحشة قطره بأنسه، ويحقق من بساتين تلاميذه ثمرات غرسه آمين.
وبعد : سلام كما تفتحت الأزهار في نسمات الأسحار، وتحية تحيي قديم التذكار وإن شطت الديار، فإني كتبته إليكم من حضرة قسنطينة، يوم قدومي من رحلة كنت أعملتها من ناحية الجزائر وتلمسان، لزيارة الأحياء والأموات من العلماء والصلحاء وأعيان الزمان، فتشرفت بسادات كثيرين منهم العلماء والصالحين، ومن أعظم الجميع قدرا وأشهرهم ذكرا، سيدي أبي مدين الغوث، وسيدي محمد السنوسي بتلمسان، وسيدي محمد بن عبد الرحمن، وسيدي عبد الرحمن الثعالبي بالجزائر، ودعونا للمومنين عامة وإخواننا أمثالكم خاصة، بما نرجو من الله تعالى فيه القبول وبلوغ المأمول، وذكرت لكم هذا لما أعلمه فيكم من محبة الصالحين، وإن أمكنت لي الفرصة إن شاء الله تعالى كاتبتكم عن هذه الرحلة بمزيد تفصيل، ووافى كتابكم في غيابي في هذه الرحلة ،، فلما قدمت وقبلته كرمته على غيره وقبلته، وكان ما داخلني من السرور، لكون خطابه مخففا لما غشيني من الخجل لمرّ عتابه، ولك العتبى يا سيدي فيما ذكرته ومنك الفضل فيما به ابتدأت وتفضلت فقد باغتتني القصيدة الغراء التي راقت ورقت واستوجبت الحمد، واستحسنته، فنظرت إلى أوصافك الكريمة، فحليتني بها ونسبتني إليها، ببركة محبتك الخالصة ما ظننت، ويجازيك بالخـير الجزيـل على ما فعلـت، هذا وإني ما أخرت الجواب متهاونـا – أستغفر الله – ولا متكاسلا، ولكن حسبت أني أجبتكم فيمن أجبت، حتى جاء كتابكم فعلمـت أنني غالط فيما ظننت، فبادرت بها متحاملا على حلمك، معتمدا على فضلـك، والعفو يا سيدي من شيم أمثالكم لا أعدمني الله
اسم الکتاب : جمعية العلماء المسلمين والطرق الصوفية و تاريخ العلاقة بينهما المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 194