responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 102

2 ـ مراتب العبور إلى حقائق القرآن:

كعادة الغزالي في إعطاء الطرق العملية لتحصيل المعاني الشرعية المجملة، فإنه يصف الطريق الذي به يتدرج قارئ القرآن من الترتيل الظاهرـ الذي حدد آدابه ـ إلى المعاني الباطنة غير المحدودة، وتلك المراتب هي:

استحضار عظمة القرآن:

لما لها من تأثير نفسي على القارئ، لأن عظمة الرسالة بقدر عظمة مرسلها، والقرآن الكريم هو رسالة الله وكلامه إلى عباده، ولو لا لطف الله سبحانه بخلقه في إيصال معاني كلامه الذي هو صفة قديمة قائمة بذاته لما أطاق كلامه شئ [1].

وهذا الاستحضار النفسي له عند الغزالي خصوصا، والصوفية عموما، تأثير كبير في تلقي التالي واستعداده للفهوم التي يفيضها الله على عباده العارفين بعظمة كلامــه، وذلك لأن فيها فتحا لمجالات مطلقة للقرآن الكريـم لا يــحـدها التركيب اللغوي المحدود[2].

استحضار عظمة الله تعالى:

وذلك بأن يعلم أن ما يقرؤه ليس من كلام البشر، ولهذا كان بعض الصحابة ـ كما ينقل الغزالي ـ إذا نشر المصحف غشي عليه، ويقو ل: (هو كلام ربي، هو كلام ربي)[3]

وطريق ذلك ـ كما يرى الغزالي ـ هو أن يحضر بباله عند بداية التلاوة العرش والكرسي


[1] المرجع السابق 1/281.

[2] يقول شهاب الدين السهرودي: (للصوفي بكمال الزهد في الدنيا وتجريد القلب عما سوى الله تعالى مطلع من كل آية، وله بكل مرة في التلاوة مطلع جديد وفهم عتيد، وله بكل فهم عمل جديد) انظر: شهاب الدين السهرودي، عوارف المعارف،(ملحق الإحياء)، 5/50.

[3] إحياء علوم الدين: 1/281.

اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست