responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 101

الحجاب الأول: انصراف الهم إلى ظاهر التلاوة بتحقيق مخارج الحروف والتعمق فيها، والتعبد بالألفاظ دون ملاحظة المعاني.

الحجاب الثاني: التقليد، ويعتبره الغزالي الحجاب الأعظم الحائل بين القلب وإدراك الحقائق، فمن جمد على مذهب سمعه بالتقليد، وثبت في نفسه التعصب له بمجرد الاتباع من غير تحقيق وتبصرة، يصير نظره موقوفا على سمعه (فإن لمع برق على بعد وبدا له معنى من المعاني حمل عليه شيطان التقليد حملة،وقال:كيف يخطر هذا ببالك وهو خلاف معتقد آبائك؟)[1]، وهو يحمل هذا المعنى على قول الصوفية كما ينقله: (إن العلم حجاب) مريدين بذلك العلم (العقائد التي استمر عليها أكثر الناس بمجرد التقليد أو بمجرد كلمات جدلية حررها المتعصبون للمذاهب وألقوها إليهم)[2]، أما العلم الحقيقي، الذي هو الكشف والمشاهدة بنور البصيرة، فكيف يكون حجابا وهو غاية المطالب؟

الحجاب الثالث: الإصرار على الذنوب، وخاصة الكبر وحب الدنيا، فقد قال تعالى ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ (الأعراف:146)، يقول الغزالي: (وقد شرط الله عز وجل الإنابة في الفهم والتذكير، فقال تعالى: ﴿ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ﴾ (ق:8)، وقال: ﴿ وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ ﴾ (غافر:13)،وقال: ﴿ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ (الزمر:9)، فالذي آثر غرور الدنيا ليس من ذوي الألباب، ولذلك لا تنكشف له أسرار الكتاب) [3]

الحجاب الرابع: الاقتصار على التفسير الظاهر.


[1] إحياء علوم الدين: 1/284.

[2] المرجع السابق .

[3] المرجع السابق 1/285.

اسم الکتاب : الإصلاح الاجتماعي عند أبي حامد الغزالي المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 101
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست