اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 93
كتب الصحاح في
جميع المدارس الإسلامية، إلا أنه راح يستعمل عقله البسيط في إنكاره بحجج غريبة
جدا، عبر عنها في بعض خطبه التي عنونها [المسيح الدجال.. تدجيل أم تغفيل] بقوله: (إذا
كان الدجال بهذه القدرة الفائقة على الإضلال، أوليس الناس معذورون باتباعه؟ أليس
من يحمل هذه الصفات فتنة يريد من قدّر خروجه وهو الله تعالى أن يضل الناس ويفتنهم
عن دينهم؟ وأن الآيات إنما تأتي تخويفاً، فقط وليست إضلالاً وتكفيراً للناس؟ إن
الله لا يمكن أن يفعل هذا، فإن قال قائل بأن إبليس نفس الحكاية، قال لا، إبليس لا
يملك لقدرة على هذا..والنتيجة: الدجال تدجيل وتغفيل)
وهذا استدلال
عجيب، وتحكم غريب؛ فرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) عندما أخبر عن الدجال
أخبر عن خطورته، وعلمنا الطرق التي يمكننا أن ننجو منه إن اتبعناها، ولم يذكر أبدا
استحالة النجاة منه، بل أخبر أن المؤمنين الصادقين ينجون منه بوسائل بسيطة جدا[1].
ثم لو طبقنا هذا
الاستدلال، فإن الله تعالى في تصوره سيعفي كل من يتعرض لفتن كبيرة، والعالم الآن
يموج بفتن كبيرة لم تكن موجودة في العصور السالفة، بل إن الفتن ـ بحسب ما يدل عليه
الواقع ـ تسير وفق منحنى تصاعدي خطير.
ثم استدل لذلك
بكون الروايات التي تتحدث عنه تحوي أحاديث ضعيفة ومكذوبة ومتناقضة.. وهذا كله لا
يساوي شيئا أمام تواتر الروايات الواردة عنه، وخاصة مع اتفاق المدارس الإسلامية
عليها، ذلك أنه عند التواتر تلغى أحكام الآحاد.
[1] تحدثنا عن الدجال بتفصيل مع إيراد
كل ما ورد فيه من النصوص وتوجيهها في كتابنا [أوكار الاستكبار]
اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 93