responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 69

 

وهكذا يذهب آخر إلى لفظة [كتاب].. فتتحول إلى كل شيء ما عدا الكتاب.. وآخر يذهب إلى كلمة البقرة.. فتتحول من الحيوان المعروف الذي نشرب لبنه، ونأكل لحمه إلى كائن آخر.. مختلف تماما.

والمشكلة ليست في الكلمات، بل في المعاني حيث يتحول المعنى القرآني الواضح الدقيق إلى معنى ممتلئ بالغرابة، ليصبح بعدها مطية لكل دجل وخرافة وأسطورة.

حتى صار الذي يريد أن يؤيد نظرية التطور يذهب إلى قوله تعالى: {سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} [المؤمنون: 12]، فيحولها إلى [سلالة من قردة]، ويحول الطين إلى ما يسميه علماء التطور بـ [الحساء البدائي]، ويفرق بين البشر والإنسان.. ليجعل من القرآن الكريم مطية لقبول تلك النظرية البائسة، والخرافات المرتبطة بها.

وهكذا نجد التلاعب بالقيم القرآنية، وحقائقها المقدسة الواضحة، حيث تتحول إلى معان أخرى، مختلفة تماما.. وكل ذلك من خلال التلاعب بالحروف والكلمات والتراكيب، مستثمرين قوة العربية، وسعتها، ومستثمرين تلك المناهج التي تجعل من النصوص المقدسة نصوصا مطاطة يمكن لأي شخص أن يتلاعب بها، ويحرفها إلى الجهة التي يريد.

ولعل القرآن الكريم أشار إلى هذا المعنى عن اليهود، وما كانوا يفعلونه من تلاعب بالألفاظ، حين قال: { فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [البقرة: 59]

وللأسف، فقد صار القرآن الكريم عند هؤلاء لا نورا للهداية، ولا دستورا للصراط المستقيم، ولا كلمات الله المقدسة التي أنزلها لعباده لينقذهم من نفوسهم

اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست