responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 68

 

مكة ليست مكة

من المهارات العجيبة التي يتقنها الكثير من التنويريين الجدد ذلك التلاعب بالحروف والكلمات والجمل، حتى يهيأ لك أنك لم تعرف في يوم من الأيام لغتك العربية الجميلة الواضحة، وأنك لم تقرأ في يوم من الأيام كتاب ربك، ولا فهمته، ولا تدبرته، مع كونه ـ كما يصف الله تعالى ـ {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 195]

بل يحيلونه في عينيك كتابا من كتب الطلاسم، الممتلئ بالحروف العجيبة، واللغة الغريبة، والجمل التي لا يمكن فك أسرارها ورموزها.. وكأن الله تعالى عندما قال: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17]، والتي كررت أربع مرات في سورة القمر، لم يكن يقصد التيسير، بل كان يقصد عكسه.

فمن أمثلة ذلك ما قرأته عن بعضهم أن مكة المكرمة ليست هي مكة التي نعرفها.. بل هي مكة أخرى.. والدليل على ذلك أن الميم تفيد كذا وكذا.. والكاف تفيد كذا وكذا.. وهكذا يركب من خلال تلك الحروف جملة عجيبة تجعل من مكة المكرمة بلدة في الشام، أو في إفريقية، أو في أي مكان آخر إلا المكان الذي توجد فيه.. ويصبح حينها كل الحجاج على مدار التاريخ ـ والذين قصدوها بقلوبهم وأجسادهم، وتحملوا كل ألوان العناء في سبيل ذلك ـ مجرد مضللين ومخدوعين وتائهين.. لأنهم لم يعيشوا للزمن الذي تعرف فيه مكة الحقيقية.

ويذهب آخر إلى اسم الله العظيم [الرحمن]، فيربطه بالآرامية أو السريانية أو العبرية ليحوله إلى معنى جديد لم يسمع به لا الخلف، ولا السلف، حتى يهيأ لك أنه لولا ذلك المفسر العجيب، لبقي هذا الاسم العظيم مجهولا إلى يوم الدين.

اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست