responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 230

 

ومن أمثلة ذلك الدجل الممارس مع القرآن الكريم ما ذكره محمد شحرور في حديثه لبعض القنوات الخليجية [1] التي لا هم لها إلا نشر الفواحش والدعوة للانحراف، حيث راح كعادته يتلاعب بالألفاظ، ويجادل في القطعيات التي اتفقت عليها كل كتب التفسير والحديث والفقه من لدن جميع المدارس الإسلامية.

فيذكر أن (أن كلمة الحجاب وردت في التنزيل الحكيم ثماني مرات، ولم تمت في كل استعمالاتها إلى اللباس بأية صلة من قريب ولا من بعيد، فكانت الألفاظ التي تدل على اللباس هي الثياب والجلابيب والخُمر)

وهو نوع من المصادرة على المطلوب، والتي يخدع بها عادة عوام الناس، فالحجاب مصطلح، ولا مشاحة في الاصطلاح، ولا يهم أن يذكر في القرآن الكريم أو لا يذكر، لأن القرآن الكريم ذكر الستر ودعا إليه، واعتبر التعري بمختلف أشكاله ومستوياته دعوة شيطانية لا تنويرية، فقال: {يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأعراف: 27]

بل إنه صرح بذلك حين قال: { يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [الأحزاب: 59]

ولم يكتف بذلك، بل راح يوضح ويبين بدقة كيفة يكون الستر ومحاله؛ فقال {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا


[1] وهذه المعاني ذكرها بتفصيل في كتابه: نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي - فقه المرأة.

اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست