responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 229

معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل العبد بالليل عملا، ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يا فلان! قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه)[1]

بل ذكر القرآن الكريم ذلك، فقال: { لاّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ } [النساء:148]

فالجهر بالسوء دعاية مجانية له، بخلاف الإسرار به.. ولذلك فإن مقولة بعضهم من أن الحجاب قناعة شخصة لا يختلف عن الذي يعتبر الأفيون والمخدرات والمهلوسات قناعة شخصة.. فكلاهما واحد.. بل إن خطر المتبرجة أشد، لأنها لا تقتل القيم النبيلة في إنسان واحد، بل في آلاف الناس.. ومن شاء أن يتأكد من ذلك، فليذهب إلى تلك الجرائد والمجلات التي لا تباع أعدادها إلا بقدر ما تنشره من أفيون العري والفسوق والفجور.

ثالثا ـ سلاح الدين:

وهو أخطر الأسلحة التي استعملها التنويريون، وخصوصا المتأخرون منهم، أولئك الذين راحو يجادلون في قطعيات الدين التي اتفقت عليها الأمة بمذاهبها جميعا عليها.

وهؤلاء راحوا يكذبون الفقهاء باعتبارهم ذكوريين، وراحوا يكذبون السنة باعتبارها جميعا مكذوبة وموضوعة، فلما خلا لهم الجو مع القرآن الكريم راحوا يعبثون بألفاظه كما تعودوا ليحولوه عن معناه تحويلا تاما.


[1] رواه البخاري ومسلم.

اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 229
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست