responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 110

فهناك قواسم كثيرة مشتركة، ولو أننا طبقنا هذا الأساس لاعتبرنا الدعوة إلى الله نفسها دعوة مسربة من الكتاب المقدس، ذلك أن في الكتاب المقدس نصوص كثيرة ممتلئة بالجمال تعرف بالله وبأسمائه الحسنى وتدعو إلى محبته والتوكل عليه.. فهل نعتبر تلك النصوص مما تسرب إلى ديننا.

ومثل ذلك تلك البشارات الكثيرة المرتبطة برسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، والتي لا يزال علماء المسلمين يستعملونها في مناظراتهم مع أهل الكتاب، بل إن الكثير من أهل الكتاب آمن بسببها قديما وحديثا.. فهل نحكم على تلك الكتب والأسفار بأنها محرفة جميعا حتى ما ارتبط منها بتلك البشارات؟

وهكذا فإن القرآن الكريم يخبرنا أن التحريف مس بعض الكتاب، ولم يمسه جميعا، ولذلك كان علماء المسلمين في حوارهم مع أهل الكتاب يستعملون نفس نصوص الكتاب المقدس ليقيموا عليهم الحجة من خلاله، بل إن القرآن الكريم أول من استعمل هذا المنهج عندما قال مخاطبا اليهود: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 93]

وهكذا أخبر عن المؤمنين من أهل الكتاب، ووصفهم بكونهم {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: 157]

بل إن القرآن الكريم أخبر أن إله أهل الكتاب هو نفسه إله المسلمين، كما قال تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا

اسم الکتاب : التنويريون والصراع مع المقدسات المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست