اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 7
وقد رأيت أنهم
يفعلون ذلك من باب رد الفعل على المتطرفين السابقين، مع أنهم لم يقرؤوا له.. ولم
يعرفوا مدى تأثيره.. ولم يعرفوا في نفس الوقت أولئك العلماء الكبار ممن هم أكثر
منه علما في مجال تخصصه، والذين تجاهلهم الاعلام المنحاز بسبب إيمانهم أو بسبب
علميتهم التي لم تدخلهم في متاهات الملاحدة.
وقد جعلني هذا
أغوص أكثر في أعماق الأفكار التي يطرحها هؤلاء التنويريون، فاكتشفت العجب العجاب..
فقد رأيت أنهم من خلال طروحاتهم، لا يكتفون فقط بنقد التراث، ولا التنبيه إلى
عيوبه لتصحيحها، وإنما ينتقدون المقدس أيضا، بل يفرغون الإسلام جميعا من محتواه،
ليتحول إلى دين هلامي مميع لا ضوابط تحكمه، ولا شرائع تضبط المنتسبين إليه.
وفوق ذلك كله
رأيت أن رعاية خاصة تدعمهم، ومن نفس الجهات التي دعمت قبلهم المتطرفين
والإرهابيين.. لتبدل التطرف السابق بتطرف جديد.. أو لتضيف للتطرف القديم تطرفا
جديدا.
وكان ذلك داعية
لي، أن أنتقد هذا المنهج، والأطروحات المرتبطة به، مثلما انتقدت قبله ذلك التطرف
القديم.. لأنه لا يصح أن نكيل بمكاييل مزدوجة، فنرمي طرفا، ونسكت عن آخر.
***
وبناء على طبيعة
هذه المقالات والأغراض التي تهدف إليها، فقد قسمتها إلى أربعة أقسام على الرغم من
كونها متداخلة فيما بينها، لأن الهدف منها جميعا هو تنوير القراء، وتوضيح ما يحدث
في الواقع بدقة، حتى نعود للاعتدال والوسطية والقيم الرفيعة التي جاء بها ديننا
كما هي من غير أي تدخل منا، وهذه الأقسام هي:
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 7