اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 45
ومن الكتابات
التي كتبت أخيرا في هذا ما كتبه التونسي [عبد الوهاب بوحديبة] في كتاب له بالفرنسة
بعنوان [الإنسان في الإسلام]، والذي انطلق فيه من أنّ (المشروع الإسلامي قائم على
نظرة إنسيّة إضافة إلى التعالي أو المفارقة الإلهيّة، وأن الله أمام الإنسان لا في
تقابليّة ضديّة أو في علاقة عبوديّة بسيطة بل في استخلاف حقيقي لبني آدم، استخلاف
قوامه الحريّة الأصليّة للإنسان، وأنه لا يمكن الفصل بين الإسلام كدين والإسلام
كثقافة وحضارة، فالاعتقاد قد تجلّى في التاريخ وبتجليه يمتزج ضرورة بالثقافة فلا
عقيدة خارج الثقافة أي الإنتاج المعنوي للإنسان ولا ثقافة في تاريخ الإسلام دون
استحضار وتأويل للنصّ الديني، فاهتمّ بوحديبة ببعض النماذج لما يسميه بالمشروع
الإنسي في الإسلام من خلال نصوص القرآن والسنّة واجتهاد الفقهاء وظرف الأدباء ونظر
الفلاسفة وتأمّل المتصوّفة... فيما يعتبره أمثلة عن المشروع الإنساني الكبير، وكأن
الكتاب يحاول أن يضع الإسلام في دور وظيفي للمشروع الإنساني بغض النظر عن الموقف
العقدي المدعى من الدين، وتؤول نصوص الإسلام وتراثه من زاوية الإنسان المحور) [1]
هذه مجرد أمثلة
عن بعض كتابات الحداثيين حول هذا المعنى، وهو ليس سوى ترديد لتلك الصيحات التي
رددها الملاحدة، ولكن بصيغة أخرى أكثر تهذيبا، وأقل تشنيجا للمخالفين، ولو أن
النتيجة في كليهما واحدة.
وتلك النتيجة
خطيرة جدا، لأنها تسلب عن الإنسان حقيقته وكمالاته وتجعله ممتلئا بأنانية مقيتة
يغض الطرف خلالها عن كل ما حوله من كائنات ليحصر همته في
[1] انظر مقالا بعنوان: مقاربات الإنسان
في الإسلام: بين هموم الأيديولوجية والمعرفة، عبد الرحمن حللي، مجلة الملتقى..
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 45