اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 195
الملاحدة..
والخنازير البرية
عاتبني بعض
القراء الكرام على تشبيهي لهوكينغ وبعض الملاحدة ممن صنفتهم ضمن [الملاحدة
الطبائعيين] في كتابي [ما قاله الملاحدة ولم يسجله التاريخ] بالخنازير البرية،
ورأى أن ذلك نوع من السباب والشتائم التي لا تليق بمثلي، ولا بأي مؤمن، مع أني
ذكرت في مقدمة الكتاب أنه رواية رمزية تحاول أن تصور الحقائق بلغة علمية ورمزية في
نفس الوقت.
وقد عبرت عن سر
اختياري للخنازير البرية لهؤلاء الطائعيين الملاحدة على لسان [ديموقريطس]
اليوناني.. الفيلسوف، صاحب [المذهب
الذري].. بقوله: (هذا ما كنت أعتقده، وما كنت أمليته.. وما
حولني إلى هذه الصورة الخنزيرية وطباعها القذرة.. فأنا في حياتي لم أمارس سوى ما
تمارسه الخنازير من الفتك بالمزارع، وإفساد الحقول، وتخريب العقول.. لقد أعطاني
الله من الفرص، وأرسل لي من الحجج، ما كان يمكن أن يحافظ على إنسانيتي.. لكني صرفت
نظري عن ذلك كله، ورحت إلى ثياب الخنازير أتقمصها.. وإلى وظائفها أؤديها)
وهكذا وضعت
رموزا مختلفة لكل صنف من أصناف الملاحدة، مقتديا في ذلك بما ورد في القرآن الكريم
من تشبيهات ورموز، كقوله تعالى في ذلك الذي أوتي العلم لكنه لم يعمل به، وخالفه،
وأخلد إلى الأرض: ﴿ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ
يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا
بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف:
176]
وقوله في
الذين يحملون الكتب ويحفظونها، ولا يعملون بما فيها: ﴿مَثَلُ
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 195