اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 182
الذين يدركونه
أن يشرب أحدهم من الذي يرى أنه نار فإنه يكون عليه برداً وسلاماً[1]، وهذا يشبه إلى حد كبير هذا الامتحان الذي
تعرض له هؤلاء.
ومنها أن الله
تعالى أمر بني إسرئيل أن يقتلوا أنفسهم، فقتل بعضهم بعضاً حتى قتلوا فيما قيل في
غداة واحدة سبعين ألفاً، يقتل الرجل أباه وأخاه وهم في عماية غمامة أرسلها اللّه
عليهم، وذلك عقوبة لهم على عبادتهم العجل [2]، وهو لا يقل مشقة على النفوس مما تعرض له هؤلاء.
ومنها أن الكثير
من الأوامر التي أمر الله تعالى بها في الدنيا نظير الأمر بدخول النار (فإن الأمر
بإلقاء نفوسهم بين سيوف أعدائهم ورماحهم وتعريضهم لأسرهم لهم وتعذيبهم واسترقاقهم
لعله أعظم من الأمر بدخول النار)[3]
زيادة على ذلك
كله، فإن أن أمرهم بدخول النار ليس عقوبة لهم، وكيف يعاقبهم على غير ذنب؟ (وإنما
هو امتحان واختبار لهم هل يطيعونه أو يعصونه فلو أطاعوه ودخلوها لم تضرهم وكانت
عليهم بردا وسلاما، فلما عصوه وامتنعوا من دخولها استوجبوا عقوبة مخالفة أمره،
والملوك قد تمتحن من يظهر طاعتهم هل هو منطو عليها بباطنه فيأمرونه بأمر شاق عليه
في الظاهر، هل يوطن نفسه عليه أم لا؟فإن أقدم عليه ووطن نفسه على فعله أعفوه منه،
وإن امتنع وعصى ألزموه به أو عاقبوه بما هو أشد منه)[4]
[1] الحديث طويل، وهو مروي في
أكثر أصول السنة، وبهذا اللفظ راه أبو داود وابن ماجه.