اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 180
عليهم، وأحق
المواطن أن تقام فيه الحجة يوم يقوم الأشهاد وتسمع الدعاوى وتقام البينات ويختصم
الناس بين يدي الرب وينطق كل أحد بحجته ومعذرته فلا تنفع الظالمين معذرتهم وتنفع
غيرهم)[1]
أما اتفاقها مع
الرحمة، فإن الله تعالى يكلف هؤلاء بعد معاينتهم لأمر الآخرة، ويكون التكليف حينها
مع شدته هينا.
أما اجتماع
النصوص على أساسها، فلأن من هؤلاء من يطيع الله، فيدخل الجنة، ومنهم من يعصيه،
فيدخل النار، وبذلك كله وردت النصوص، قال ابن كثير:(وهذا القول يجمع بين الأدلة
كلها. وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضها لبعض)[2]
والاعتراض
الثاني الذي قد يوجه لهذا القول هو ما ساد اعتقاده من أن الدار الآخرة دار الجزاء
لا دار التكليف، فكيف يكلف هؤلاء بالعمل؟
ومع أن لهؤلاء
أحوالهم الخاصة التي قد لا يشاركهم فيها غيرهم إلا أن الأدلة متظافرة على أن هذا
الاعتقاد السائد ليس على عمومه، وقد قال تعالى:﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا
يَسْتَطِيعُونَ﴾ (القلم:42)، وقد ثبت في الحديث أن المؤمنين يسجدون للّه
يوم القيامة، وأن المنافق لا يستطيع ذلك ويعود ظهره كالصفيحة الواحدة طبقاً
واحداً، كلما أراد السجود خر لقفاه[3].
وفي الحديث
الآخر في الرجل الذي يكون آخر أهل النار خروجاً منها، أن اللّه