responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 170

تنقلب سموما مهلكة في حقه، وتنزل منزلة العسل الذي هو شفاء لمن غلب عليه البرد، وهو سم مهلك لمن غلب عليه الحرارة، بل المغرور لا يستعمل في حقه إلا أدوية الخوف والأسباب المهيجة له)[1]

وذكر في باب التوبة درجات البشر مع الجزاء الإلهي، وكلها ترتبط بالإيمان بالله، والعمل الصالح الذي يريد فيه صاحبه وجه الله، وأعطى لذلك تشبيها بديعا، فقال: (الناس في الآخرة ينقسمون أصنافاً وتتفاوت درجاتهم ودركاتهم في السعادة والشقاوة تفاوتاً لا يدخل تحت الحصر كما تفاوتوا في سعادة الدنيا وشقاوتها، ولا تفارق الآخرة في هذا المعنى أصلاً البتة؛ فإن مدبر الملك والملكوت واحد لا شريك له وسنته الصادرة عن إرادته الأزلية مطردة لا تبديل لها إلا أنا إن عجزنا عن إحصاء آحاد الدرجات فلا نعجز عن إحصاء الأجناس)[2]

ثم راح يحصي هذه الأجناس الكبرى، فذكر أنهم (أربعة أقسام: هالكين، ومعذبين، وناجين، وفائزين).. وضرب مثلا لذلك بأن (يستولي ملك من الملوك على إقليم فيقتل بعضهم فهم الهالكون، ويعذب بعضهم مدة ولا يقتلهم فهم المعذبون، ويخلى بعضهم فهم الناجون، ويخلع على بعضهم فهم الفائزون)

ثم بين سبب ما يفعله الملك بهذه الأقسام؛ فقال: (فإن كان الملك عادلاً لم يقسمهم كذلك إلا باستحقاق فلا يقتل إلا جاحداً لاستحقاق الملك معانداً له في أصل الدولة.. ولا يعذب إلا من قصر في خدمته مع الاعتراف بملكه وعلو درجته.. ولا يخلي إلا معترفاً له برتبة الملك لكنه لم يقصر ليعذب، ولم يخدم ليخلع عليه..


[1] إحياء علوم الدين (4/ 146)

[2] إحياء علوم الدين (4/ 24)

اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست