اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 16
على الهوى
المجرد.
ففي تراثنا بحمد
الله الكثير من المعاني الطيبة المستفادة من المصادر المقدسة، وفيه الكثير من
التجارب البشرية النافعة.. وفيه فوق ذلك كله خبرات أسلافنا واحتكاكهم بالأمم
الأخرى.. فكيف نلغي كل ذلك، ونحتقره.
والمنهج السليم
والعقلاني البديل لذلك هو وزن التراث في موازين الشريعة المقدسة، فنقبل ما تقبله
ونرفض ما ترفضه.. أما أن نحكم على جهود عشرات آلاف العلماء بالإلغاء والإعدام
والإقصاء.. وتحقيرها ونبزها بأبشع الصفات.. فهو مما لا يتناسب مع الحكمة والعدالة.
وهو لا يختلف عن
ذلك الذي يقبلها قبولا كليا بحلوها ومرها وخيرها وشرها.. فالعاقل هو الذي يميز
الطيب من الخبيث.. لا الذي يرمي الطيب مع الخبيث.
ورابعها.. رفض
التاريخ الإسلامي جملة وتفصيلا.. والاهتمام بجلد الذات في نفس الوقت الذي يُلمع
فيه تاريخ الآخر ويُزين رغم جرائمه الكثيرة.. وكأن المسلمين لم يكونوا بشرا، ولم
يكن فيهم الصالحون، ولا الأولياء، ولا العلماء.. وكل هذا غير صحيح.. فتاريخ الأمة
كان أسود في الناحية السياسية فقط كما أخبر رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)..
لكنه كان مملوءا ببياض كثير وأنوار كثيرة في الجوانب العلمية والاجتماعية
والحضارية والدينية.. بل كانت الأمة الإسلامية ولا زالت خير أمة أخرجت للناس..
فالتخلف لا يخرجها من هذه الخيرية.. فنحن بحمد الله لا نزال نحتفظ بالكثير من
القيم التي فقدت في الغرب، والقيم هي الأساس لا التقدم المادي والحضاري الذي بنته جميع
الأمم وشاركت فيه.
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 16