اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 125
فكيف يطالب
الأنبياء عليهم السلام بوجوب اتباعه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)،
ثم لا تؤمر أممهم بذلك؟
3 ـ تعارض
المعاني التي فهموها مع الأمر باتباع الرسول (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) :
فقد وردت النصوص
المقدسة الكثيرة تأمر باتباع رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
اتباعا مطلقا، وتعتبر ذلك الاتباع علامة على صدق الإيمان؛ فلا قيمة لإيمان لا
يتجاوز حدود الذهن، وكيف يمكن لعقل أن يقبل بأن شخصا ما هو رسول رب العالمين، وهو
خاتم الرسل، وأن رسالته هي المهيمنة والناسخة لجميع الشرائع والأديان، ثم بعد ذلك
يكتفي بهذه المعرفة دون أن يكون لها أي مفاعيل في الواقع.
إن من يقول هذا
يشبه ذلك المريض الذي يكتفي بمعرفة اسم طبيبه والشهادة له بكونه طبيبا، وطبيبا
كبيرا، ومختصا في مجاله، ثم بعد ذلك لا يأبه للدواء الذي يصفه له، ولا يقر به، ولا
يذعن له.. فهل يمكن اعتبار هذا المريض صادقا فيما يزعمه؟
وهذا ليس خاصا
برسول الله a، بل هو عام لكل الرسل، فكل
الرسل أطباء، ولهذا قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ
إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [النساء: 64]
ولهذا نجد في
القرآن الكريم ربط الاتباع بالإيمان، فأول علامات الإيمان برسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) هو ذلك الخضوع المطلق لكل ما يأمر به أو يدعو له؛
فكلامه a وحده حجة، ولا يحتاج المؤمن
بعده أي دليل، وكيف يحتاج إلى دليل، ورسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
هو الناطق باسم الحقيقة المطلقة، كما قال تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ
الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 3، 4]
ومن الآيات
الواردة في هذا المجال قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا
مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ
الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 125