اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 11
هؤلاء هم التنويريون
الجدد.. فاحذروهم
لم أتعود أن
أحذر من جهة من الجهات، حتى من المتشددين والمتطرفين والملاحدة والحداثيين.. بل
كنت أكتفي فقط بعرض أطروحاتهم ومناقشتها، ثم أدع للقارئ بعد ذلك أن يتخذ الموقف
المناسب رفضا أو قبولا..
لكني رأيت أن
التعامل مع هؤلاء التنويريين الجدد يختلف مع أولئك جميعا.. ذلك أنهم لا ينطلقون من
حقائق ثابتة، ولا من معايير دقيقة يتحاكمون إليها، وإنما ينطلقون من هوى مجرد يمكن
أن يطلق عليه لقب [النقد لأجل النقد]، أو [الرفض لأجل الرفض]، فهم يرفضون كل شيء،
ويتمردون على كل شيء، حتى لو دلت كل الأدلة عليه، فإذا ما ناقشتهم لم تجد الجهة
التي تناقشهم من خلالها، لأنه ليس لديهم معايير ثابتة، ولا مصادر محددة مضبوطة،
ولا قيما معقولة، ولذلك فإن النقاش معهم جدل، والحديث معهم لغو.
هم يعرفونك
ويحترمونك فقط إذا ما رفضت وانتقدت وتمردت.. ويرفضونك بمجرد أن تبدي أي لين أو
قبول.. وكأن الرفض مقصود لذاته.. وكأن النقد هو الأصل وغيره تبع.. وكأننا لم نؤمر
بالعدل والحكمة.. العدل الذي يأمرنا أن نشهد بالحقيقة لنا أو علينا.. والحكمة التي
تجعلنا نأخذ الحقيقة ولو من أفواه أعدائنا.
ومن خلال متابعتي
لبعض هؤلاء يمكنني أن أضع بعض الأمارات الدالة عليهم:
وأولها احتقار
علماء الدين والسخرية منهم في نفس الوقت الذي يتهافتون على غيرهم، بل حتى على
الملاحدة منهم.. فيلعنون المؤمنين، ويسخرون منهم..
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 11