اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 106
التنوير.. والتفسير المزاجي للإسلام
من مظاهر
التنوير الجديد، والتي لا تتناسب تماما مع مفهوم الإسلام والتسليم المطلق لله، ذلك
التفسير المزاجي للإسلام، والذي ينطلق من الأنا والمزاج وتأثيرات البيئة قبل أن
ينطلق من مصادر الإسلام المقدسة التي تبين حقيقته، وتوضح مراد الله منه.
فلهذا لا نتعجب
من التنويري إن خالف النصوص القطعية الصريحة من القرآن الكريم، أو السنة المطهرة،
وفسرها بحسب مزاجه، لا بحسب حقيقة الأمر.. لأنه لا ينطلق من الموضوع وإنما ينطلق
من الذات، ويستحيل على من امتلأ بأهواء الذات أن يكون موضوعيا، أو أن يصف الحقيقة
كما هي.
وحتى يتخلص
التنويري من هذه الأهواء عليه أن يقرأ المصادر المقدسة بعيدا عن نفسه، وعن بيئته،
وعن الظروف التي يعيش فيها، ليفهم المقدس بطهارته وصفائه وسموه، ولا يخلطه بأي
شيء، ولا يملي عليه شيئا.
وليفعل هذا عليه
أن يفهم الإسلام باللغة التي فهمها به إبراهيم عليه السلام، والذي ذكر الله تعالى
أنه هو الذي اختار هذا الاسم، قال تعالى: ﴿مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ
هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ﴾ [الحج: 78]
بل ذكر الله
تعالى أنه هو الذي عرّف هذا الاسم تعريفا فعليا واقعيا واضحا، وذلك عندما أمر بذبح
ابنه في رؤيا منامية.. حينها كان يمكن ـ لو كان إبراهيم عليه السلام تنويريا ـ أن
يصيح بملء فيه: (يستحيل أن يصدر هذا الأمر من الله الرحمن الرحيم).. ثم يستعيذ من
تلك الرؤيا، ويعتبرها وساوس شيطانية أنشأها شياطين
اسم الکتاب : التنويريون والمؤامرة على الإسلام المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 106