responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 55

لَسَعيتُ إليه وأخذته)، وقال: (التصديق بعلمنا هذا: ولايَةٌ)، وقال الإمام أبو عبد الرحمن السُّلمي: (إن الصوفية: أمان الله في أرضه، وأخدانُ أسراره وعِلمِه، وصفوته من خلقِه، وهم ممدوحون بلسان النبوة .. فمن أنكر هذا المذهب فلقلة معرفته، وقِلة الاهتداء لحقائقه.. قال تعالى: ﴿ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيم﴾ [الأحقاف:11])

قلت له: لا بأس .. أليس الإمام علي من أهل الله، ومن العارفين به؟

غضب، وقال: ومن قال خلاف ذلك.. إننا معشر الصوفية نحب أهل البيت، ونعظمهم، بل إنه لا يوجد في الدنيا من يعظمهم مثلنا، وكل أسانيدنا لمشايخنا ترجع للإمام علي.

قلت: أعرف ذلك منكم، ولكن ليس الشأن في أن تحبه بقلبك، ثم تخالفه بفعلك حتى لا تصير كمن قال فيهم الفرزدق: (قلوبهم معك، وسيوفهم مع بني أمية)

قال: أولئك هم الروافض الكذبة أدعياء محبة أهل البيت.. أما نحن فنحبهم بصدق.

قلت: فقد قال الإمام علي خلاف ما قال أهل الله الذين نسبت لهم تلك الأقوال.. لقد قال مخاطبا أصحابه: (اعلموا أنه ليس لهذا الجلد الرقيق صبر على النار فارحموا نفوسكم، فإنكم قد جربتموها في مصائب الدنيا، أفرأيتم جزع أحدكم من الشوكة تصيبه، والعثرة تدميه، والرمضاء تحرقه ؟ ! فكيف إذا كان بين طابقين من نار، ضجيع حجر، وقرين شيطان ؟ !) [1]

وقال مخاطبا الأحنف بن قيس: (فلو رأيتهم يا أحنف ! ينحدرون في أوديتها ويصعدون جبالها، وقد ألبسوا المقطعات من القطران، واقرنوا مع فجارها وشياطينها،


[1] نهج البلاغة: الخطبة 183.

اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست