responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 30

 

وقد كان أول من سرى إليهم أثر حبي لهم أولئك الصحابة الصادقين من المهاجرين والأنصار الذين عاشوا الإسلام بقيمه النبيلة الطاهرة، وضحوا في سبيله بكل شيء، وفدوا رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) بأموالهم وأنفسهم، وقد ازداد حبي لهم عندما رأيتهم يقفون بقوة مع إمام العترة الطاهرة الإمام علي في صفين وفي غيرها من المواقف ليذودوا عن حمى الإسلام الأصيل من أن تمتد إليه يد التحريف والتأويل والتعطيل.

وبما أن الحب ينتج بغضا للجهة المعاكسة للمحبوب، فقد كان من الطبيعي أن أبغض كل الذين سولت لهم أنفسهم أن يشهروا أسلحتهم الحاقدة على ذلك الإمام العظيم، إمام المتقين، وحبيب الله ورسوله a .

وقد كان على رأس قائمة الذين أبغضتهم في الله ـ نتيجة حبي لولي الله ـ معاوية ذلك الطليق الذي لم يستحيي من نفسه ولا من تاريخه ولا من تاريخ أسرته حتى راح ينازع الكبار الذين لا يرقى مثله لمثلهم.

وقد كان من الطبيعي .. بل من بديهيات المحبة الصادقة أن أنتصر لمن أحب، وأن أحارب من أبغض.. ولذلك كنت ـ ومن غير شعور مني ـ أشدو في كل مجلس بقصائد عشقي للطاهرين، وأتلو قصائد الهجاء في المحاربين لهم..

وأنا أطمئن كل أصدقائي الذين يخشون على مصيري يوم القيامة، لأقول لهم ـ وأنا واثق في فضل الله ـ لا تخافوا .. فالمرء مع من أحب.. وأنا بحمد الله واثق في أن من أحبهم وتنعمت بالتأذي بسببهم، لن يتركوني هملا.. وسيشفعون لي عند ربي.

وإذا سئلت في عرصات القيامة عن معاوية.. فجوابي بسيط جدا، وهو أسهل علي من شرب الماء.. لأني سأقول: يا رب .. لقد أمرنا نبيك بحب الإمام علي، وبغض أعدائه.. وأن نكون سلما لمن سالم، وحربا لمن حارب.. وكان موقفي من معاوية من مقتضيات ذلك.. لأن قلبي الذي خلقته لا يتحمل أن يجتمع فيه ولي الله وعدوه.

اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 30
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست