responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 29

 

تناقضات قلبية

من أكبر الأوهام خطرا تلك التي تتعلق بالقلب، محل العواطف والمواجيد.. فهو لا يتحمل اجتماع النقائض، لأنه مرآة الروح، والمرآة لا تستطيع أن تتوجه لجهتين متناقضتين في نفس الوقت.

ولذلك نرى في الواقع أن من أحب شخصا أبغض كل أعدائه، وأبغض كل من يؤذيه، ولو بكلمة، ثم نرى ذلك البغض يتحول إلى حقد، ثم قد يتحول إلى عنف حسي أو معنوي.. وقد لا يتحول.

ولعل أقوى الأدلة على ذلك هو ذلك الموقف الشديد الذي اتخذه الكثير من الذين لا يسعني إلا أن أحترمهم،وإن كنت أختلف معهم، بسبب موقفي من معاوية أو غيره ممن يتتيمون محبة وعشقا لهم.. ولذلك أنا أقدر وضعهم، فحب الشيء يعمي ويصم، والعشق يستبد بصاحبه، حتى لا يبقى له مجال للتفكير أو البحث أو التعقل.

وأنا مثلهم أيضا عاشق ولهان، ولكني وجهت قلبي إلى قبلة غير التي وجهوا لها قلوبهم.. لقد اجتهدت كثيرا في أن أبحث لقلبي عن قبلة طاهرة حتى يتقدس بذلك التوجه.. وبعد البحث الطويل لم أر سوى تلك العترة الطاهرة التي أوصانا بها رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم).. بل أوصانا بها قبله الله تعالى عندما قال: ﴿ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ [الشورى: 23]

وقد جرني ذلك إلى البحث عن القيم التي تحملها، فوجدتها نفس القيم التي تنادي بها فطرتي السليمة، ونفس القيم التي نادى بها القرآن الكريم، ونادى بها رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) .. لأنهم بذرته التي سقاها وتعهدها.. فازداد تعلقي بهم، وخرج حبي لهم من طور العاطفة المجردة إلى طور التعقل والاستبصار.

اسم الکتاب : أوهام .. وحقائق المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست