responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 8

مشارقها ومغاربها، وإن مُلْك أمتي سيبلغ ما زُوي لي منها، وإني أعطيت الكنزين الأبيض والأحمر، وإني سألت ربي، عَزَّ وجل، ألا يهلك أمتي بسنَة بعامة وألا يسلط عليهم عدوّا فيهلكهم بعامة، وألا يلبسهم شيعا، وألا يذيق بعضهم بأس بعض. فقال: يا محمد، إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد. وإني قد أعطيتك لأمتك ألا أهلكتهم بسنة بعامة، وألا أسلط عليهم عدوا ممن سواهم فيهلكهم بعامة، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا، وبعضهم يقتل بعضا، وبعضهم يسبي بعضا)[1]

دب إلى نفسي غول الألم من جديد، وأنا أتذكر هذا الحديث، وأقول لنفسي: لا مناص لنا من هذا.. فهذا قدر مقدور كتب في جبين هذه الأمة.. وسيبقى بأسها بينها شئنا أم أبينا..

ما وصل بي الخاطر إلى هذا المحل حتى شعرت بيد تربت على كتفي، ولست أدري هل كنت حينها نائما أم مستيقظا أم بين النوم واليقظة..

التفت فإذا بي أرى رجلا ممتلئا أنوارا، يقول لي، وهو يبتسم: أنت تبحث عن سر الوحدة.. فهلم لتنهل من معارفها ما يملؤك بالقوة والأمل..

قلت: أي قوة؟.. وأي أمل؟.. وأي وحدة؟.. لقد سطرت آلام الفرقة في جسدنا.. ولا مفر لنا منها، ولا مخرج.

قال: ألم تتعلم من القرآن الصامت والناطق مزاحمة الأقدار بالأقدار؟

قلت: بلى.. ولكن تلك أجسادنا التي لم تتوزع شتاتا كما توزعت طوائف الأمة.

قال: ولكن الأمة جسد واحد كذلك.. ألم تسمع قوله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم): (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد


[1] رواه أحمد.

اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست