responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 7

البداية

أذكر جيدا أنني كنت حينها متألما غاية الألم بسبب ما أراه حولي من ضجيج وصخب ولغو يستعمل الدين مطية ليفرق القلوب والأجساد، وينشر الفتنة، ويملأ الأرض خرابا ودمارا.. كان الكل كالمجانين الذي أعمتهم الأحقاد، فصاروا لا يرون ما يحل بهم، وما يخطط لهم، وما يكادون به.

ومما زاد في ألمي علمي بأن الأمة التي أنتمي إليها.. والتي تمتلئ بالضعفاء حتى إنها تكاد تمثلهم.. فيها من الصالحين والأولياء والمقربين ما لم تظفر أمة من الأمم بعشر عشيره.. ولكن العدو مع ذلك تسلل إليها في كل مرحلة من مراحل تاريخها عبر أهواء ينشرها، ثم ينشر خلفها أوتاد التعصب.. لتنقلب بعد ذلك رماحا نقاتل بها بعضنا بعضا، وننسى عدونا الذي بنظر إلينا بشماتة متربصا لحظة انطفاء النيران بيننا ليزيد من وهجها بحطب جديد ووقود جديد..

تذكرت الخلافات التي تؤرخ لها كتب الملل والنحل.. والتي لا ترضى إلا أن تكون حطبا ووقودا يزيد نار الخلاف وهجا واتقادا.. وهي تبشر بفرقة الأمة، وتأبى إلا أن تجعلها سبعين طائفة، وفي كل طائفة سبعين.. ثم لا ينجو من هذا الفتات المتناثر إلا طائفة واحدة منصورة، ويرمى غيرها في أطباق جهنم..

وزاد من ألمي ما تسطره الأخبار كل يوم عن التفجيرات التي تقوم بين الحين والحين في مساجد هذه الطائفة أو تلك الطائفة.. وكل يزعم أنه ممثل الدين والنائب عن رب العالمين.. ولا يرى له من تمثيل غير الإبادة.. إبادة إخوانه ليغرس على جثثهم بذور الدين الذي لا يرى دينا غيره.

لقد عرفت صدق نبوءته a عندما قال:(إن الله زَوَى لي الأرض حتى رأيت

اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست