اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 66
البشر..
ويلي ماذا أفعل لهم.. وما هي الحسنات التي تكفيهم إن خاصموني عند ربهم.. وويل لي
من سيئاتهم إن صبت علي.
رمى آخر
بسيفه، وقال: بورك فيكم .. لقد ذكرتموني بحديث خطير لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يقول فيه مخاطبا أصحابه:: (أتدرون ما الغيبة؟) قالوا: اللّه ورسوله أعلم.
قال: (ذكرك أخاك بما يكره) قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: (إن كان فيه ما
تقول، فقد اغتبته. وإن لم يكن فيه فقد بهتّه)[1]
وأنا وأصحابي
لم نقع في الغيبة فقط، بل كنا نمارس البهتان وشهادة الزور بكل ألوانها.. لقد كان مشايخ السوء يلقنوننا كل حين جواز
الكذب على المخالفين لتفير الناس عنهم.. وقد قال لنا بعضهم: مما اتفق عليه جميع
أعلامنا الكبار، وأصدروا فيه الفتاوى الكثيرة، جواز استعمال جميع ألوان الحيل
والخدعة مع المخالفين، ذلك أن الحرب خدعة.. وقد جرى على هذا المنهج كبار علمائنا
كشيخ الإسلام ابن تيمية الذي استعمل هذا مع جميع المبتدعة المخالفين، حتى أنه كان
يضعف الحديث الصحيح إذا رأى المبتدعة يستعملونه لحرب السنة..
وأذكر أنني
كنت ذات يوم مع بعض مشايخنا، وكان اسمه الشيخ على الخضير، وقد سألته هذا السؤال: (هل
يجوز لي أن أقول سوءاً عن شخص مما هو وأمثاله فيه وأنا أعرف أنه فاسق أو عدو
للدين؟ وهل يجوز لي أن أقول خيراً عن رجل صالح من أهل الدين والتقوى والجهاد
لتخليصه من مشكلة تضره بذاته أو بسمعة الصحوة الإسلامية؟)
فأجابني الشيخ
بقوله: (المؤمن أخو المؤمن، ولابد أن ينصره حال طلب النجدة أو عند العلم بحاجته،
ومن النصرة مؤازرته ودفع الضرر عنه. ومن ذلك الكذب؛ فالكذب