اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 45
في هوى منها
إلا القرآن أدخلني فيه ولم أخرج من هوى إلا القرآن أخرجني منه حتى بقيت ليس في يدي
شيء، فقال له عمرو بن مرة: الله الذي لا إله إلا هو جئت مسترشداً؟ فقال: والله الذي لا
إله إلا هو لقد جئت مسترشداً.
قال: نعم
أرأيت هل اختلفوا في أن محمداً رسول الله وأن ما أتى به من الله حق؟ قال:
لا. قال: فهل اختلفوا في القرآن أنه كتاب الله؟ قال:
لا. قال: فهل اختلفوا في دين الله أنه الإسلام؟ قال:
لا. قال: فهل اختلفوا في الكعبة أنها قبلة؟ قال:
لا. قال: فهل اختلفوا في الصلوات أنها خمس؟ قال:
لا. قال: فهل اختلفوا في رمضان أنه شهرهم الذي يصومونه؟ قال:
لا. قال: فهل اختلفوا في الحج أنه بيت الله الذي يحجونه؟ قال:
لا. قال: فهل اختلفوا في الزكاة أنها من مائتي درهم خمسة؟ قال:
لا. قال: فهل اختلفوا في الغسل من الجنابة أنه واجب؟ قال:
لا. قال
مسعر: فذكر هذا وأشباهه، ثم
قرأ: ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ
الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ
مُتَشَابِهَاتٌ ﴾ [آل عمران: 7]، فهل تدري ما المحكم؟ قال: لا،
قال: فالمحكم
ما اجتمعوا عليه والمتشابه ما اختلفوا فيه شد نيتك في المحكم وإياك والخوض في
المتشابه. فقال الرجل: الحمد
لله الذي أرشدني على يديك فوالله لقد قمت من عندك وإني لحسن الحال. قال:
فدعا له وأثنى عليه[1].
رمى آخر
بسيفه، وقال: بورك فيكم .. لقد ذكرتموني بفتوى للشوكاني يقول فيها: (اعلم أن الحكم
على الرجل المسلم بخروجه من دين الإسلام ودخوله في الكفر لا ينبغي لمسلم يؤمن
بالله واليوم الآخر أن يُقدم عليه إلا ببرهان أوضح من شمس النهار، فإنه قد ثبت في
الأحاديث الصحيحة المروية من طريق جماعة من الصحابة أن (من قال لأخيه: يا كافر.
فقد باء بها أحدهما)... ففي هذه الأحاديث وما ورد موردها أعظم زاجر