اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 14
قال: لقد كان
في وجوههم من نور الإيمان وسلامة اليقين وأدب الحديث ما جعل الكل يلتفت إليهم،
ليسمع منهم.
قلت: أهم من
طائفتك أم من غيرهم؟
قال: هم من طائفتنا ومن غيرهم، ولكن النور الذي ينتشر
على وجوهم جعل منهم طائفة خاصة لا تماثلها أي الطوائف.
قلت: كم كانوا؟
قال: سبعة رجال.. كل واحد منهم جبل من جبال الحكمة..
لقد وقفوا بشجاعة بين الصفين، وطلبوا من كلا الفريقين أن يسمعوا منهم.
قلت: فهل أجابوا؟
قال: لم يملكوا إلا أن يجيبوا.. ولكنهم ظلوا مشهري
أسلحتم، وأبوا تركها.
قلت: فماذا فعل حكماؤكم السبعة؟
قال: تقدم أحدهم ورفع صوته الذي امتلأ إيمانا صائحا
في الجموع: يا إخواننا.. لا نشك في غيرتكم وإخلاصكم.. ولا نشك في إيمانكم بربكم
وتعظيمكم له.. ولهذا نناشدكم الله أن تسمعونا.. لا نقول لكم: ارموا سلاحكم، فنحن
نعلم ما له من قيمة عندكم.. ولكنا نطلب منكم أن تسمعوا كلمة من كل واحد منا..
لقد التجأنا إلى الله في كل تلك السنوات الطويلة أن
يعيد لهذه الأمة وحدتها وقوتها، فعلم كل واحد منا كلمة من كلمات الوحدة، وسرا من
أسرار الاجتماع.. فاسمعوا منا جميعا.. ثم افعلوا بعد ذلك ما بدا لكم.
قلت: فهل سمعوا منه؟
قال: لم يملكوا إلا أن يسمعوا.. فقد كان لكلماته من
الإخلاص ما جعلها بلسما لا تملك القلوب إلا أن تذعن له.
قلت: فهل ستحدثني عن خبر هؤلاء الحكماء مع قومك؟
قال: أجل.. فعلوم هؤلاء الحكماء هي التي يلقنها أهل
هذا الحصن للمستضعفين
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 14