اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 13
***
كانت هناك
نخلة قريبة منا تمتلئ بأعذاق التمر الطيب.. فطلبت من صاحبي أن نجلس تحتها لنسمع
قصة مدينته التي صارت مدرسة للوحدة في هذا الحصن.
سكت صاحبي
برهة، وكأنه يسترجع ذكرياته.. ثم قال: في تلك السنين كنا أهون المستضعفين.. لقد
وفر أعداؤنا على أنفسهم شراء السلاح، واكتفوا بأن يبيعوا السلاح لنا لنقدم لهم
أجسادنا وفوقها أموالنا.
قلت: أي جنون
أصاب قومك يا هذا؟
قال: هو نفس
الجنون الذي يصيب قومك.. ألا تراهم بارعون في قتال بعضهم بعضا؟.. ألا ترى أنهم
انشغلوا عن التحذير من الشيطان وأولياء الشيطان بالتحذير من تلك الطائفة وتلك
الطائفة؟.. ألا ترى أنهم يعبدون أنفسهم وأهواءهم وأعراقهم ومذاهبهم، وهم يحسبون
أنهم يعبدون الله.
قلت: صدقت في
هذا.. أكمل حديثك عن قومك..
قال: قومي
كقومك.. كانوا لا يعرفون من الدين إلا مواطن الخلاف، يحفظونها وينشرونها ويربون
أبناءهم عليها.. حتى إذا كبر أبناؤهم حملوا السلاح ليضرب به بعضهم بعضا..
قلت: عرفت كل
هذا من قومي.. فحدثني كيف صار هؤلاء المتنافرون مدرسة من مدارس الوحدة.
قال: لقد ولد
فينا شباب طيبون اعتزلوا كفتية أهل الكهف لا نراهم ولا نسمع أخبارهم حتى نزلوا
علينا ذات يوم، ونحن نشهر أسلحتنا للمعركة الفاصلة بيننا وبين أعدائنا من إخواننا.
قلت: فماذا
فعلوا؟
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 13