فهم مخيرون
بين أمرين: إما الاستسلام لما تقتضيه العدالة، ونحن لن نفعل بهم إلا ما كان يفعل
رسول الله a مع ألد أعدائه.. وإما أن
يعلنوا الحرب علينا جميعا، وحينها سنقاتلهم، بعد أن نعتذر لهم بأن ذلك لم يكن إلا
بسببهم.
فجأة سقطت كل
السيوف التي لم تسقط من قبل.. وقد أجرى كلا القائدين تحقيقا في أسباب الفتنة،
فوجدوا أن أولئك الذين رفضوا وضع سيوفهم هم أول من بدأها.. ووجدوا بعد اقتحام
بيوتهم أن لهم علاقة بدول أجنبية كانت تريد أن تستأصل بلدتنا بأكملها لا تفرق في
ذلك بين جهة وجهة..
وقد توصلت
التحقيقات إلى أن كل القتلى الذين قتلوا، واتهم فيها طرف من الأطرف قصد إشعال
الفتنة لم يكن سببها إلا أولئك الخونة..
وتوصلت
التحقيقات إلى العلاقة الحميمة التي كانت تربط مثيري الفتن في كلا الجهتين.. بل
كان كلاهما يجتمعان، ويخططان لما يقول كل طرف، وما يجيبه الطرف الآخر.
بعد أن
اكتشفت بلدتنا بمعونة حكمائها كل ذلك أقيمت محكمة عادلة، وطبقت العدالة على أولئك
الشياطين الذين كادوا يستأصلون الأخضر واليابس..
وقد حضر
الجميع تطبيق أحكام العدالة.. وانصرفوا جميعا بعدها إلى حياتهم إخوة متحابين
متصافين، وكأنه لم يحدث بينهم كل ما حدث من الفتن.
وقد بارك
الله في أولادهم وأرزاقهم وحياتهم.. فكانت النعم تهب عليهم من كل جهة.. وقد سمع
أعداؤهم بما وقع لهم فازدادوا هيبة في أعينهم.. ولم يفكر أحد في الاقتراب منهم أو
غزوهم..
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 130