اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 129
الله تعالى.. وقد رميت سلاحي الذي كاد يصليني
بالعذاب الأبدي والغضب الذي لا يطيقه أحد من الخلق.
وأنا أشكر
هؤلاء الحكماء السبعة الذين جعلهم الله أنوارا نهتدي بها.. وشموسا تحرق كل ما في
قلوبنا من غل وحقد وحسد.. وأنا الآن أشعر براحة عظيمة.. فكل الأثقال التي كانت
تجثم على قلبي سقطت منذ سقط سيفي من يدي.
قال الثاني:
بورك فيك يا أخي.. وأنا أعتذر لك.. ولكل من حملت في وجهه السلاح.. لقد كنت أسيرا
للشيطان الرجيم.. وأسيرا لأولئك الذين يتاجرون بالدين في سبيل الدنيا، وفي سبيل
أهوائهم.. وأنا الآن قد عزمت مع أخي على أن نجتث جذورهم، لا بالمشانق والسجون،
وإنما بالعلم والحكمة والروحانية والتوجه الصادق إلى الله.
فلولا غفلتنا
عن الله ما تسربت شياطين الإنس والجن لتكدر علينا صفونا، وتملأ حياتنا بالمآسي
والآلام.. لو أننا عرفنا الله، وعرفنا عظمته ورحمته ولطفه بعباده لرأينا الكون
أجمل بكثير وأعظم بكثير من تلك الصورة التي صورها لنا تجار الدين من أصحاب
الأهواء.
ولو عرفنا
أنبياءنا وورثتهم الطاهرين، وشربنا من بحارهم العذبة لتخلصنا من كل السموم التي
اشتعلت في صدورنا.
قال الأول:
لقد قررت أنا وأخي أن نجعل من الحكماء السبعة أئمة يهدوننا سواء السبيل، إليهم
نرجع، وبهديهم نهتدي، وبسيرتهم نسير.. فهم الذين فهموا الدين، وفقهوا عن رب
العالمين..
قال الثاني:
وقد قررنا أن ننزل العقوبة على كل من يسعى للفتنة أو يشعلها بيننا.. وسنبدأ بهؤلاء
الذين رفضوا أن يضعوا سيوفهم.. فالله تعالى أمرنا بالاجتماع على قتالهم، فقال: ﴿وَإِنْ
طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ
بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى
اسم الکتاب : الطائفيون والحكماء السبعة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 129