responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ورثة إبليس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 91

عرب.. وعجم

سأحكي لكم اليوم قصة قد تفسر تنزيلنا الواقعي والتاريخي والتراثي للآية الكريمة التي يقرر فيها الله سبحانه وتعالى عظمة العدالة الإلهية التي لا تفرق بين بشر وبشر، أو شعب وشعب، أو قبيلة وقبيلة.. وهي قوله تعالى:﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾(الحجرات:13)

هذه الآية الكريمة تدعونا إلى التواضع مع خلق الله جميعا، واعتبار أنفسنا أفرادا في مجتمع الإنسانية الكبير الذي لا يحق لأحد أن يضع موازين المفاضلة فيه غير خالقه ورازقه ومدبر أموره والعارف بسريريته وعلانيته.

كان يمكن لهذه الآية الكريمة – لو اتخذت قانونا يضبط العلاقات الإنسانية - أن تجعل البشر جميعا إخوة متحابين لا صراع بينهم، ولا قتال.. لكن الفهم المدنس، وبعض الأيدي الملوثة حرفت الآية الكريمة تحريفا شديدا.. وأعادت إزار الكبرياء بالقوميات والعرقيات ليدخل من جديد.. والخطورة الكبرى أن يدخل باسم الدين نفسه.

قد تستغربون هذا.. ولكن الحكاية التي سأحكيها تزيل هذا الاستغراب:

سمعت ذات يوم أن هناك عالما كبيرا سيزور مدينتنا ليلقي بعض المحاضرات المهمة التي تبصرنا بواقعنا والمؤامرات والتحديات التي يواجهها..

وقد حسبت في البداية أنه محلل سياسي كبير.. أو خبير في المستقبليات.. أو متخصص في التخصصات العلمية التي ترتبط بهذا المجال الخطير.. ولهذا كنت مهتما لا بحضوري الشخصي فقط، بل بدعوة كل من أعرفهم ليحضروا.. فلا يمكن أن نتجاوز المخاطر التي تتربص بنا بغير الوعي وفقه الواقع بكل تفاصيله.

لكني ندمت بعد ذلك لا على حضوري فقط.. بل على أولئك المغفلين الذين كنت

اسم الکتاب : ورثة إبليس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست