responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ورثة إبليس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 77

نظر الإمام إلي، وقال: هل حقا ما يقولون؟

رحت بكل قوتي، والجراح تنزف من جسمي أقول له: لا.. إنهم يكذبون علي.. لم أكن أشرك..كنت فقط أخاطب رسول الله  لأبثه..

قاطعني الإمام بقوة: وهذا هو الشرك بعينه.. أين أنت من رسول الله .. رسول الله  مات.. ولم يبق له وجود على هذه الأرض إلا جثته التي لا تسمن ولا تغني من جوع.. فكيف تتجرأ على دعائه.. ألا تعرف أنه لا يملك لنفسه حولا ولا قوة.. ولا ضرا ولا نفعا.. ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.. حتى شفاعته في الآخرة لا تنفع إلا بإذن الله.. ووجودها كعدمها لولا إذن الله.

قلت: لعلك لم تفهمني - سيدي – فأنا مؤمن بكل ما ذكرت.. فالله هو النافع الضار المحيي المميت، وهو الذي يقبل الشفاعة أو يرفضها.. ولكني فقط تذكرت رسول الله  بعد خطبتك.. فرحت أناجيه..

قاطعني بقوة، وهو يقول: وذاك هو الشرك.. المناجاة لا تكون إلا لحي.. ورسول الله  ميت.. والله تعالى يقول: إنك لا ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴾ [النمل: 80].. إن ما قمت به شرك يا رجل..

قلت: وكيف يكون شركا، وقد صليت معكم.. وقرأت سورة الفاتحة.. وقرأت فيها قوله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]

قاطعني بقوله: وهل كل من فعل ذلك مسلم.. ما أكثر المشركين الذين يحفظون هذه السورة، بل يحفظون القرآن جميعا.. بل إن شرك هؤلاء أكبر بكثير من شرك أبي لهب وأبي جهل وأبي العاص..

أردت أن أتكلم لأدافع عن نفسي، فانبرى جلف غليظ، ركلني على فمي، فسال الدم منه، وراح يقول للإمام: إلى متى نصبر على هؤلاء.. لو تركنا لهم المجال، فسيعيدون الطائف

اسم الکتاب : ورثة إبليس المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست